الاثنين، 13 أغسطس 2018

النقد الحديثي؛ تأصيلاً وتقعيداً وممارسةً، وعلاقته بالرواية الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179



النقد الحديثي؛ تأصيلاً وتقعيداً وممارسةً، وعلاقته بالرواية.
علاقة النقد تأصيلًا وتقعيدًا بالرواية علاقة تلازمية وجودية، فتأصيل الظاهرة النقدية يُلازم الرواية وجودًا وعدمًا. ماذا يعني هذا الكلام ؟؟؟ هذا الكلام يعني أن القواعد النقدية ومقولاتها أنما جاء بها النقاد من خلال رصدهم واقع الرواية والرواة، ووقوفهم على جملة الأخطاء التي وقع الرواة فيه. 
ومن هنا كلما اتسعت الرواية وزادت اتسعت الظاهرة النقدية تأصيلًا وتقعيدًا على وجه الوجوب. وهذا أمر معلوم لكل من راقب نمو وتطور الظاهر النقدية منذ بداية عهد النقد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
واليقين تام على أن النقاد ممن عاصر الرواية ما تركوا شائبة في الرواية إلا و نقدوها أو أسسوا لنقدها بنقد نظيراتها، فلا يمكن لنا أن نتخيل أن ثمة أخطاء وقع فيها الرواة لم يكتشفها النقاد أو يكتشفوا نظيرا لها. على ماذا يدل هذا الأمر ؟ يدل هذا على استيعاب عملهم أخطاءَ الرواة تعقيدًا وتأصيلا. 
وفي الوقت الذي تنتهي فيه الرواية تتوقف الظاهرة النقدية تأصيلًا وتقعيدًا، فلا يحق لمن لم يعايش الراوية والرواة أن يضع أن يستحدث قواعد نقدية لم يأت بها أرباب الصنعة، أو يعارضها بأخرى لم يقرها عملهم النقدي، فما بالك ان ترد أحكامهم النقدية بما استحدث بعدهم من قواعد. 
وهنا ألفت الانتباه إلى مسألة مهمة جدًا: وهي الفرق بين التأصيل والتقعيد للظاهرة النقدية والممارسة النقدية، ففي حين أن الأولى توقفت مع انتهاء عصر الرواية، تبقى الثانية مشرعة لها الأبواب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بين نقد واعتراض واستدراك وتعقيب، لكن في ضوء ما أصله نقاد عصر الرواية..
كل هذا عطفًا على الوهم الناشئ عند بعض أحبتنا ممن يستعجل القراءة، أو يقرأ ما في رأسه؛ من أننا نقول بتوقف النقد لقرون طويلة، وأن ثمة حالة من البتر للنقد امتدت لقرون متعددة، وهذا القول وهمٌ من صاحبه، ولا يقول بتوقف الممارسة النقدية إلا جاهل، فالنقد ماض، ونتاج العلماء عبر القرون المختلفة فيه حاضر، والفيصل في الصواب والخطأ مرجعية التقعيد والتأصيل لنقاد عصر الرواية.
نصيحتي: دقق قبل أن تعلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق