الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

أبعاد الصلاة الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179

الصلاة ركن من أركان الإسلام الخمسة وفريضة من فرائضه كما دل على ذلك كثيرٌ من الادلة من القرآن والسنة النبوية. واتفق العلماء على كفر من تركها جاحدا وجوبها. واختلفوا في كفر من تركها كسلا وتهاونا مع إيمانه بفرضيتها على قولين :

القول الأول: أن تاركها لا يكفر ويقتل حداً.

القول الثاني: أن تاركها يكفر ويقتل ردة.

ولكن يناصح قبلها ويبين له أهميتها فان لم يهتد فيطبق عليه القولين. الصلاة في الإسلام تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً فرضا على كل مسلم بالغ عاقل، بالإضافة إلى الصلاة في مناسبات مختلفة مثل صلاة العيد، وصلاة الجنازة، وصلاة الاستسقاء, وصلاة النافلة.وصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وصلاتي الخسوف والكسوف. تبدأ صلاة المسلمين بتكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم وتصلى اما على المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي وعادة كل بلد تبع لاحد هذه المذاهب الفقيه مثل شمال أفريقيا المذهب المالكي والشام المذهب الشافعي والهند المذهب الحنفي وعلى ذلك في الفقه الشافعي الصلاة تتكون من شروط واركان وابعاض وهيئات فالشرط مثل استقبال القبلة لابد من تحصيله قبل الصلاة والركن مثل قراءة الفاتحة يجب عدم الاخلال بالركن لان الخلل فيه يبطل الصلاة وتكون الصلاة كاملة بتحصيل الشرط واتقان الركن وبتمام السنن ومن علامات قبول الصلاة(لتكون كفارة للذنوب)الخشوع ولو للحظة فالصلاة للصلاة تعتبر كفارة للذنوب ان قبلت

البعد الديني: عقد الصلة بينالعبد وربه، بما فيها من لذة المناجاة للخالق، وإظهار العبودية لله، وتفويض الأمرله، والتماس الأمن والسكينة والنجاة في رحابه، وهي طريق الفوز والفلاح، وتكفيرالسيئات والخطايا، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِيصَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1 و 2] {إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلاالْمُصَلِّينَ} [المعارج 19 - 22].
وقال صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم لو أننَهَراً بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يَبْقى من دَرَنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فكذلك مَثَل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا" متفقعليه.
وفي حديث آخر عن أبي هريرة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن، ما لم تُغْشَ الكبائر" رواه مسلم والترمذي. وعن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "إن العبد إذا قام يصلي، أُتيبذنوبه فوضعت على رأسه أو على عاتقه، فكلما ركع أو سجد، تساقطت عنه" رواه ابن حبان،أي حتى لا يبقى منها شيء إن شاء الله تعالى.
البعد الشخصي: التقرببها إلى الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وتقوية النفس والإرادة، والاعتزاز بالله تعالى دون غيره، والسمو عنالدنيا ومظاهرها، والترفع عن مغرياتها وأهوائها، وعما يحلو في النفس مما لدىالآخرين من جاه ومال وسلطان: {{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَالَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].
كما أن في الصلاة راحةنفسية كبيرة، وطمأنينة روحية وبعداً عن الغفلة التي تصرف الإنسان عن رسالته الساميةالخالدة في هذه الحياة، قال صلى الله عليه وسلم: "حُبِّب إلي من دنياكم: النساءوالطيب، وجعلت قُرَّة عيني في الصلاة" رواه النسائي وأحمد، وكان عليه السلام إذاحَزبه أمر (أي نزل به هم أو غم) قال: "أرحنا بها يا بلال". رواه أبو داودوأحمد.
وفي الصلاة: تدرب على حب النظام والتزام التنظيم في الأعمال وشؤونالحياة، لأدائها في أوقات منظمة، وبها يتعلم المرء خصال الحلم والأناة والسكينةوالوقار، ويتعود على حصر الذهن في المفيد النافع، لتركيز الانتباه في معاني آياتالقرآن وعظمة الله تعالى ومعاني الصلاة.
كما أن الصلاة مدرسة خلقية عمليةانضباطية تربي فضيلة الصدق والأمانة، وتنهى عن الفحشاء والمنكر:
{وَأَقِمِالصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45].
البعد التربويو الاجتماعي: إقرار العقيدة الجامعة لأفراد المجتمع،وتقويتها في نفوسهم، وفي تنظيم الجماعة في تماسكها حول هذه العقيدة، وفيها تقويةالشعور بالجماعة، وتنمية روابط الانتماء للأمة، وتحقيق التضامن الاجتماعي، ووحدةالفكر والجماعة التي هي بمثابة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدبالسهر والحمى.
وفي صلاة الجماعة: فوائد عميقة وكثيرة، من أهمها إعلان مظهرالمساواة، وقوة الصف الواحد، ووحدة الكلمة، والتدرب على الطاعة في القضايا العامةأو المشتركة باتباع الإمام فيما يرضي الله تعالى، والاتجاه نحو هدف واحد وغايةنبيلة سامية هي الفوز برضوان الله تعالى.
كما أن بها تعارف المسلمينوتآلفهم، وتعاونهم على البر والتقوى، وتغذية الاهتمام بأوضاع وأحوال المسلمينالعامة، ومساندة الضعيف والمريض والسجين والملاحَق بتهمة والغائب عن أسرته وأولاده. ويعد المسجد والصلاة فيه مقراً لقاعدة شعبية منظمة متعاونة متآزرة، تخرِّج القيادة،وتدعم السلطة الشرعية، وتصحح انحرافاتها وأخطاءها بالكلمة الناصحة والموعظة الحسنة،والقول الليِّن، والنقد البناء الهادف، لأن "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهبعضاً" حديث.
والصلاة تميِّز المسلم عن غيره، فتكون طريقاً للثقة والائتمان،وبعث روح المحبة والمودة فيما بين الناس : "من استقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، وأكلذبيحتنا، فهو المسلم، له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق