الأحد، 6 أكتوبر 2019

الأمراض الروحية للحسد الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179

الأمراض الروحية للحسد

وصف الله الحسد بالشر بقوله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد (5)} سورة "الناس". والحسد هو أن يتمنى إنسان أن تتحول إليه نعمة رجل آخر أو يسلبها، ويعتبر الحسد من الأشرار الخفية الباطنية، لكن تأثيره على الإنسان وأذاه ظاهري. وينقسم الحسد إلى عدة أقسام: منها الحسد في الصحة. والحسد في الجمال. والحسد في الأولاد والبنات. والحسد في الأموال والممتلكات. والحسد في المنصب والجاه.

الحسد في الصحة فهو أن الإنسان الحاسد ينظر للإنسان المحسود بنظرة غير رحمانية وهي النظرة المسماة "نظرة العين اللامة" وهي العين المدفوعة من نفس مريضة، وعقل شرير، وقلب ساخط لإنسان لا يحب الخير لأحد وهو تمني زوال النعمة. فيبدأ المحسود بالمعاناة والانهيار الصحي، فتبدأ بالظهور عليه أمراض كثيرة وآلام كبيرة لا يوجد لها مبرر أو تشخيص في الطب البشري ولا حتى في الطب النفسي.

الحسد في الجمال فحدث ولا حرج، وفي الغالب ما يقع هذا النوع من الحسد على النساء الجميلات أو الشباب الذين لهم جمال فوق العادي. فإذا كان الحسد موجها للشعر انقلب الشعر من غزير إلى ضعيف متساقط ومن ناعم الملمس إلى خشن الملمس. وأما إذا كان الحسد موجها لنضارة الوجه وصفائه انقلب الوجه الجميل إلى قبيح من كثرة القروح والدمامل والحبوب والحفر. وأما إذا كان الحسد موجها للجسم الجميل الرشيق، تراجع هذا الجسم ليصل إلى العظم ويصبح جسما قبيحا.

الحسد الموجه للأولاد والبنات، فشره كبير. مثال ذلك وهو أن تكون عائلة مثالية لها أولاد وبنات كثر ومثقفون ويتعاملون مع بعضهم بعضا بالاحترام المتبادل ويعملون وينتجون ومتحدون. فإذا بهم يصابون "بعين اللامة" حاسدة، فإذا هم ينقلبون فبعد أن كانوا متحدين أصبحوا متفرقين، وبعد أن كانوا متحابين أصبح النفور والبغض شعورهم الدائم فيصبحوا متوترين، لا يطيق أحدهم الآخر وتقوم بينهم أكبر المشكلات من أتفه الأسباب، وتتحول حياتهم من نعيم وسعادة إلى جحيم لا يطاق.

الحسد في الأموال والممتلكات فهو أن يكون إنسانا صاحب إمكانيات مادية وصاحب ممتلكات فيصاب بالحسد فينقلب غناه إلى فقر وتنزع البركة من كل شيء يملكه، وتتحول أموره من السوء إلى الأسوأ. وأما إن كان الحسد موجها لصاحب المنصب والجاه فهو أن يكون رجل منصب وجاه وسعادة، فيصاب بالحسد فتتعب نفسيته ويفقد الإحساس بالسعادة ويزهد بالمنصب ويشعر بالضعف والخوف من الجاه فيتعكر صفوه ويبدأ بالشعور بأنه إنسان تعيس ويفقد شهيته وشهوته ويتحول إلى إنسان آخر مصاب بالوهن والضعف والخوف والوهم، وبعد ذلك يستمر بالانهيار تدريجيا إلى أن يفقد المنصب ويفقد الجاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق