الأحد، 30 يونيو 2019

السحر الاسود وانواعه الشيخ الروحاني محمد القبيسي 00201015003179



الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين وبعد:
فمن المخاطر العظيمة التي أفسدت المجتمعات وفرقت الأسر وأدخلت البلاء والأمراض على الناس (السحر) وما يتبعه من شرور، لذا كان لزاماً أن يفهم الناس حقيقته ويعرفوا خطره ويتقوا شره، حتى لا يقع في فعله من يجهل حكمه، أو يتورط به من يأمن مكره،
فإليك أخي في الله وأخي في الله هذه النقاط المختصرة التي توضح لك إن شاء الله بعض معالمه وتدلك على بعض مخاطره:


تعريف (السحر) وبيان حقيقته

السحر: في اللغة يطلق على ما خفي ولطف سببه، لذلك تقول العرب في الشديد الخفاء: أخفي من السحر. وهو في الاصطلاح الشرعي كما يقول ابن قدامة في المغني: ( عقد ورقى يتكلم به و يكتبه، أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له )
والسحر له حقيقة وتأثير، وقد يموت المسحور

أو يتغير طبعه وعاداته، وله تثير في إيلام الجسم و إتلافه، وهذا هو الذي عليه عامة العلماء ويدل عليه الكتب والسنة الصحيحة .
والسحر منه ما يكون بهمة الساحر مع استعانته بالشيطان الذي يعينه على الفساد والإفساد
فتتحد نفس الساحر مع نفس الشيطان فيحدث عند ذلك الفساد والإفساد،
وهو مبني على أقوال وأعمال مخصوصة تصدر من الساحر تؤثر في الآخرين بقدرة الله،

وهو النوع الأول من السحر.

والثاني: وهو سحر الطلسمات:

وهو عمل يقوم به الساحر بمساعدة الشيطان أو بناء على أمره على الورق أو القماش أو المعادن ونحوها، بشكل مخصوص وفي وقت مخصوص وبحجم وصورة معينة لضرر نفر أو أكثر في شخصه أو ما يملكه. وهذه من أهم أنواع السحر.

حكم السحر وبيان خطره :

اعلم أن السحر لا يتم إلا بالاستعانة بالشياطين والعبودية لها بالقول والفعل وتناول المحرمات والخبائث ونحو ذلك،
وهذا كله كفر وشرك لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأتيه. والأدلة على كفر الساحر كثيرة منها:
أ ـ قال تعالى وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).

ووجه الاستدلال بالآية أنها رتبت الحكم وهو الكفر على الوصف المناسب وهو السحر، وهذا مُبين بأن العلة في الكفر هو السحر.

ب ـ قال تعالى وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ).

ودلالة الآية على المطلوب من وجوه:

1) التصريح بأن تعلمه كفر بقوله: فَلاَ تَكْفُرْ فاقول ( الآية دليل على أن تعلم السحر كفر، وظاهره عدم التفريق بين المعتقد وغير المعتقد وبين من تعلمه ليكون ساحراً ومن تعلمه ليقدر على دفعه ) .

2) أن السحر لا نفع فيه وما كان لا نفع فيه فإن الله لا يبيحه لعباده.

3) التنصيص على أن من أشتره ماله في الآخرة من خلاق، والخلاق النصيب، والذي ليس له في الآخرة نصيب هو الكافر.

ج ـ قال تعالى: (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى )[طه:69]
ونفي الفلاح هنا يعم جميع الفلاح في الدنيا والآخرة وهذا دليل على كفره لأن الفلاح لا ينفى بالكلية إلا عن الكافر الذي لا خير فيه.
وقد أجمع العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه، قال ابن قدامه رحمه الله: ( تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم )
وقال الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر: ( الكبيرة الثالثة في السحر، لأن الساحر لابد وأن يكفر قال تعالى: وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]...
إلى أن قال: فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويضنونه حراماً فقط، ولا يشعرون أنه الكفر، ويدخلون في تعليم السيمياء ـ نوع من السحر ـ وهي محض السحر، وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر، وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له، بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال ) [الكبائر:14]. وقال الشيخ حافظ حكمي:
( وقد علم أن السحر لا يعمل إلا مع كفر بالله ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق