الثلاثاء، 30 أبريل 2019

مسألة تأخر الزواج اقوي الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179


ليس بالضرورة ان يكون تأخير الزواج بسبب المس / الحسد/ العين / الى اخره من العوارض الجنية

يختلف الزمن المحدد اجتماعيا لمرحلة تأخر الزواج من مجتمع الى آخر ومن منطقة الى أخرى

في المنطقة ( س ) تصل الفتاة الى 22 سنة وهو السن المحدد ، بعدها تعتبر الفتاة متأخرة في الزواج
بينما في المنطقة ( ص ) يعتبر السن المقبول اجتماعيا جدا للزواج بين 28-30 عاما ولا يكترث احد لفتاة في 24 لم تتزوج بعد .
في المنطقة ( ع ) فرضا لا تتزوج الفتيات ابدا
وكل مجمتع من هذه المجتمعات الثلاثة راض بما هو عليه

في الاحيان التي تشذ فيها الامور عن هذه القاعدة التي وضعها كل مجتمع تبعا للقدر والنصيب
تتواجد فتاة مثلا في المنطقة ( س) ولكنها تلحق بنصيب الفتيات في أرض المنطقة (ص ) او ( ع) ، ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تموت )
ثم تبدأ عملية البحث عن الأسباب واللوم والاستنكار وفي أكثر الأحيان تعلق الاسباب على العالم الآخر والجن
فمنذ متى يضع المجتمع قواعده ليسير عليها النصيب !

ليس غريبا ان فتاة تعتبر نفسها جميلة وخلوقة ومتعلمة وست بيت ، لم تتزوج بعد..او لم تتزوج ابدا
فيكون نصيبها في الزواج مثلا كنصيب من تعاني اعاقة تعيق زواجها ..ولم تتزوج ابدا أيضا
ونحن طبعا لأننا نؤمن بالأسباب أكثر من ايماننا بالقدر
نعتبر حال الاولى غريبا
ونعتبر حال الاخرى طبيعيا
وما نقوم به هو البحث في أسباب الأولى وتعليق اللوم على أي شيء
ونكتفي بقول ( نصيب ) في الحالة الثانية

أعرف كثيرا عن متخصصين كانوا في قمة تفوقهم ولم يحصّلوا عملا أو حصلوا على عمل يقوم به اي شخص غير متعلم
ويكون بهذا نصيبه في العمل كنصيب ذلك الشخص الذي لم يتعب عينيه في الجد وسهر الليالي
فنعتبر قدر الأول غريبا .. وقدر الآخر مقبولا
فالأول متعلم وحاصل على شهادات ولم يوفق في العمل ، يجب ان يكون أسباب
اما الآخر فالمعادلة مقنعة ، ولا ينبغي البحث عن اسباب

وكذا الحال عندما تتزوج فتاة ( ليست جميلة ، وطويلة اللسان، ولا متعلمة ، ولا ست بيت ) من رجل جيد الصفات
فنقول ( انعمى على ألبه ) أو ممكن اعدّت له حجابا بشربة الشيح العجيبة لم يستطيع الا ان يلحقها

نحن نصرّ على معادلات الحياة ان تحتوي على اشارة ( يساوي = )
رغم ان معادلات الحياة تختلف عن معادلات الكيمياء ولا يوجد بها الا زائد وناقص
سالب وموجب

ولو نظرنا الى معادلة الحياة الحقيقية فهي في حالة الفتاة الاولى
جمال + دين + أخلاق + تعليم + ست بيت - زوج
نعمة + نعمة +نعمة + نعمة - نعمة
المجموع 4 نعم

وفي حالة الفتاة الاخرى
نقص في الجمال + نقص في الدين+ نقص في الاخلاق+نقص في التعليم + زوج
نعمة - نعمة - نعمة - نعمة - نعمة+ نعمة
المجموع نعمة واحدة

طبعا هذه امثلة نموذجية للتوضيح فقط لأن غاية ما اسمعه من شكوى تأخر الزواج هو ذكر هذه الصفات
وتتباين الصفات في احتوائها وعدم احتوائها وتمتد الى صفات اخرى تخص الابناء ، وشجرة العائلة
الحالة الوظيفية وهكذا
وما علينا الا جمع النعم لنعرف هل نحن محظوظين ام لا


والصفات كلها معتمدة على النصيب ان كانت جمالا او مالا او دينا او خلقا او علما
وربما نظن اننا تعبنا على انفسنا لنكتسب بعض الصفات
ولكننا ننسى ان الله هو من جعلنا نمتلك الوسائل لنحصل على العلم
واعطانا الوسائل لنحصل على المال فنذهب ونعمل
واعطانا الوسائل لنحصل على الدين
وملكنا الوسائل لنحصل على الجمال

ان الانسان لا يصحو من نومه ليجد شهادة الى جانب فراشه ،
أو بمجرد استيقاظه من نومه وجد حقيبة من النقود ، هل حصل هذا مع احد؟
بل يجعل الله في يده الوسائل ويهيء له الفرص ليصل اليها
وربما غيره لم يملكه الله هذه الوسائل ، لم يملكه وسيلة الحصول على المال
لم يملكه وسيلة الحصول على العلم
وكذا بقية الصفات
نحصل على النعم بالوسائل التي يمنحنا اياها الله
وتختلف الوسائل التي يمنحها الله للبشر ليحصلوا على نفس النعمة حتى
ونحن لو فكرنا بالوسائل التي يمنحها الله لعبيده
ما استغربنا كيف يحصل فلان على شيء وهو يعدم الوسائل التي نملكها

وفي هذا السياق اسمع كثيرا في قصص الخطاب الذين يأتون ولا يعودون
او الشاب الذي ترفض الزواج به معظم الفتيات اللواتي تقدم اليهن
ولكن لطالما تقدمنا الى وظيفة واثنتين وثلاث واكثر ولم نوفق بها
فلماذا نعتبر امر الزواج غير طبيعي وامر العمل طبيعي وطبيعي جدا
ان اسباب تفاهم البشر مع بعضهم اسباب معقدة احيانا
وقد لا يميل الانسان الى الارتباط بشخص ما رغم ان مزاياه عالية
لا يحدث ذلك دوما بسبب صرف الجن له
وانما لسبب في نفسه ،

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى
تكثر الشكوى بين الفتيات تعليقا على هذا الامر أكثر من الشبان
فنادرا ما نسمع عن مشكلة شاب لا ترضى اي واحدة الزواج به ..أقول نادرا
ودوما ما نسمع هذه الشكوى من الفتيات
ديموغرافيا ، فهو صحيح ان عدد الفتيات الراغبات بالزواج اكبر من عدد الشبان المستعدين له
ولكن لماذا لا يكون السبب هو مبالغة الفتاة في تخيل الأمر، فإن جاءها خاطب او اثنين ولم يعودا خُيل لها ان هناك مشكلة كبيرة
وربما لا تحب الفتاة قبول واقع ان رجل جاء يخطب ولم يعد ، ولا تحب تعليق المشكلة بها شخصيا وتلجأ الى تعليقها بأشياء أخرى
كل هذا وارد

الا ان الغير وارد بتاتا هو ان للجن علاقة بالمفاهيم الاجتماعية لتأخر الفتاة بالزواج ولسن العنوسة ، او انه يتسلط على الفتيات دونا عن الرجال حسب التقسيم الديموغرافي والسكاني ،
واعتقد جازمة ان مسألة تأخر الزواج التي تقلق بال معظم النساء أسبابها الرئيسية، اجتماعية ، سكانية ، اقتصادية، سياسية وعلاقة ذلك بالعالم الآخر طفيفة
وكل تلك وسائل مانعة أوجدها الله تعالى في هذا الكون ليسير امر الزواج في النصيب المقدّر له لكل فتاة وشاب .

هذا ليس اكتشافا نادرا
الا ان كثرة الشكوى المقروءة والمسموعة جعلتنا نفقد بعض الاساسيات الهامة البديهية في المنطق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق