الجمعة، 27 يوليو 2018

تحرير القول حول ما يُرى عند النوم الشيخ الروحانى محمد القبيسي 00201015003179


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم اما بعد:
فبعد تقرير مبدأ تفسير رؤيا المؤمن و انها سنة نبينا يوسف عليه السلام و عمل خاتم الرسل صلوات ربي و سلامه عليه و هدى الصالحين من الصحابة و التابعين….
و لم يبق من الوحي الا امارته و بعض اجزائه و لولا الاول اي الوحي لم يعبد الله تعالى كما امر و ارتضى…

و بكى الصحابة لانقطاع الوحي بموت افضل الخلق صلى الله عليه و سلم فكان الرسول الامين جبريل عليه السلام يصحّح الخطأ و يصوّب الصحيح و يقرر المفيد و ينحّي البغيض و على هذا نزل القرآن الكريم ثم اكتمل الدين فلا خير الا ما اختاره خليل الرحمن محمد صلى الله عليه و سلم و ما سوى ذلك شر محض او هو مباح بيد لم يتقرّب به الى الله تعالى و الا فكل بدعة ضلالة….
فكان الوحي تارة ينزل بامر او نهي و تارة ببشارة او نذارة و تارة لتفريج الهم و رفع الغم و هذا الوحي بجميع اجزائه فانقرض الاول منها مع اكتمال الدين ثم مع موت رسولنا صلى الله عليه و سلم و بقيت البشارة و النذارة و توابعهما….
فعندما كانت الاوامر الجزء الاهم منه ففيها يعبد الله تعالى كما امر و كما يحب و يرضى و هذا دين الله تعالى و هو الاسلام….
و لذا بات الوحي اوامر و نواهي و ما عدا هذا تابع له فانقطع المهم لاكتماله و بقي ما دونه لتسلية المؤمن و تثبيته….
و يعني هذا ان الاحكام لا تأخذ بالرؤيا الا ان كانت من شرع الله تعالى….
و لما كانت الضرورة ملحّة لارسال وحي السماء فتوابعه لا تقل اهمية عنه حيث لم يبق الا هي…
فقال صلى الله عليه و سلم(ذهبت النبوة و لم يبق الا المبشرات يراها المؤمن او ترى له….) الحديث
و النبوة هي الوحي بعينها بيد انها وحي من السماء او وحي الهام و لا نبوة من دون وحي ….
و تفائل صلوات ربي و سلامه عليه برؤيا المؤمن فقال( المبشرات) بيد ان الرؤيا تختلف و تتلوّن بين البشارة و النذارة و حقيقة النذارة هي البشارة و السعادة في الدارين…
و لذا كان لزاما عليّ و انا بصدد تقرير المأمول من رؤيا المؤمن ان ابيّن من اهم القواعد التي يحتاجها المفسر و المفسر له لتكون رؤيانا على وفق منهاج النبوة…
و قبل هذا و ذاك حري بالمسلم ان يدرك ادراكا حقيقيا ان تفسير الرؤيا ليس من العلوم المكتسبة كغيرها من العلوم بحيث يستطيعه كل مؤمن بله مسلم….
فهي هبة من الله تعالى تعتمد على فهم ثاقب للغة القرآن و لغة الجنة ثم على اطّلاع واسع لِكمِّ من الاحاديث و غير هذا ….
مدخل:
القاعدة الاولى:يتسنّ للرائي ان يقص رؤيا عقب صلاة الفجر و هذا فعل الصحابة الكرام.

القاعدة الثانية:
يسنّ للمعبر ان يسأل اصحابه عن رؤياهم ليقوم بتعبيرها لقوله صلى الله عليه و سلم( هل منكم من رأى رؤيا؟؟؟)

القاعدة الثالثة:
يستحب للرائي ان يقص رؤياه على من يحبّ لا الحسود و المكيد (لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا…)

القاعدة الرابعة:
يستحب للراءي ان لا يحدث بما هو من لعب الشيطان لقوله صلى الله عليه و سلم( لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام)

القاعدة الخامسة:
يصح تعبير الصبيان كما انه يصح تعبير الكفار و الصبي المسلم يصح ان يكون معبرا كفعل يوسف عليه السلام مع عزيز مصر.

القاعدة السادسة:
يتحتم على المعبر ان يختار من الفاظ احسنها و من الكلمات انفعها…

القاعدة السابعة:ينبغي للمعبر ان يراعي وقت الرؤيا و مكانها و زمانها.

القاعدة الثامنة:
لا يجوز لكائن من كان ان يتربع على كرسي المعبر ما لم يؤهل لقول مالك رحمه الله( ايجوز ان يلعب بالنبوة)

القاعدة التاسعة:
ينبغي للرائي ان يذكر الاسماء و الاعداد و الالوان في رؤياه.

القاعدة العاشرة:
ينبغي للرائي ان يذكر كلام الجماد و الحيوان بحذفيره.

هذه بعض من القواعد و ربما زدنا عليها فيما بعد و لتتم الفائدة حول القاعدة الرابعة بين للقراء اماكن لعب الشيطان لنجتنب قص ذلك…
ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه و سلم اتاه رجل فقال: يا رسول الله رأيت كأن رأسي قطع و انا اتبعه فقال( لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام)
لان هذا فيه من ادخال السرور الى قلب الشيطان عندما يرى من المؤمن الهم و الغم برؤيا فيه من تلاعبه…
و انما كانت من تلاعب الشيطان و الله تعالى اعلم و احكم لما فيها من خلاف المعهود فلو كانت القطع وحده لكان للمقام مقال…و كل ما يخالف ما هو معقول فهو من تلاعب الشيطان.

و اخير اسأل الله تعالى التفويق و السداد و الجنة و الثواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق